Saturday, September 15, 2012

الفلم المسيئ ، هل للعنف ايجابيات



تباينت ردود فعل الناس بعد عرض الفيلم المسيئ للرسول، فمنهم من استنكر قولا ومنهم من اخذ موقفا ومنهم من قام بافعال تتسم بالعنف والقتل والحرق ،  ومع عدم قبولنا للعنف الذي ساير الاحتجاجات على الفيلم المسيئ  للرسول والتعرض بقتل السفراء المستأمنين ودخول السفارات او التعرض لها، الا اننا نتسائل هل هناك ايجابيات للعنف ؟

انا مؤمن بأن افضل طريقة في الذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي اتباع سنته والسير على خطاه  ونشر سيرته لمن لا يعرفونه بالخطاب السلس والمجادلة الفقهية باللغة التي يفهمونها ومن واقع كتبهم ومعتقداتهم الدينية ، وباتخاذ المواقف وايصال الرسالة الحوار وبالجدل كما فعل عم النبي  ابو طالب  حينما رد اعلى اساءة قريش للرسول بموقف يشبه الموقف السياسي الحازم وموقف اخر جدالي حواري رافضاً  التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنشد شعراً يقول :

ولما رأيت القوم لا ود فيهمُ--- وقد قطعوا كل العُرى والوسائل

وقدصارحونا بالعداوة والاذى --- وقد طاوعوا امر العدو المزايل

صبرت لهم نفسي بسمراء سمجةٍ ---وأبيض عضبٍ من تراث المقاولِ

وأحضرت عند البيت رهطي وأخوتي--- وأمسكت من أثوابه بالوصائلِ

اعوذ برب الناسِ من كل طاعنٍ---- علينا بسوء أو مُلحّ بباطلِ

كذبتم وبيت الله نبزى محمداً --- ولما نطاعِن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نُصرع حوله---- ونذهلَ عن ابنائنا والحلائلِ

فاصبح فينا احمدٌ ذو ارومة --- يقصر عنها سورة المتطاول

حدبت بنفسي دونه وفديته ---- ودافعت عنه بالذرا والكلاكل

جزى الله عنا عبد شمس ونوفلاً --- عوبة شر عاجلاً غير آجل

وسار على هذا نهج الحواري الجدلي الكثير من الدعاة الذين واجهوا الاساءات بالحوار لا بالعنف ففي العصر الحديث لنا امثلة في المرحوم الشيخ الداعية/ احمد ديدات في مناظراته والشيخ الداعية/ الدكتور ذاكر نايك وغيرهم ممن الدعاة الين يوصلون صوت الحق ويردون على الاساءة بالحوار.

ولكن هناك جانب اخر يرى ان العنف والحزم في الرد يوصل رسالة هامة وواضحة المعالم تعطي نتائج ايجابية يرى اثره في ردود فعل اولئك المسيؤون.

فها هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه،  يوجه رسالة بكل حزم وعنف  لكفار قريش  باستخدام  القوة والعنف  في ردة فعله على ما قام به عمرو بن هشام (ابوجهل) اقوى ساداة قريش عندما سمع عن اهانة ابا جهل وشتمه للرسول صلى الله عليه وسلم،  حيث توجه حمز بن عبدالمطلب الى نادي قريش وضرب ابوجهل بقوسه على وجهه امام اعين الكفار "وشجه شجةً منكرة ثم قال: اتشتمه،  فأنا على دينه اقول ما يقول، فرد علي ذلك ان استطعت" . فلم يرد اباجهل بشيئ سوى ان اعترف بقبح ما قام به.

 واليوم نرى اثر العنف على ردة فعل الاشخاص الذين قاموا بهذا العمل المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم وردة الفعل السياسية للدولة التى تم على ارضها العمل، وردة فعل الغرب بشكل عام والمنظمات الدولية،  فهاهم الممثلين الذين ادوا ادوارا في الفيلم المسيئ يقولون انهم كانوا ضحية وان تمثيلهم وادائهم تم  تحويره والبس عليهم وان ما قاموا به يختلف عن سيناريو وقصة الفيلم المسيئ بما فيه من نص وحوار الذي تمت اضافته باصوات غير اصوات الممثلين، وها هو مخرج الفيلم يختفي عن الانظارهربا وخوفا وها هو منتجه الذي تتم مسائلته من قبل الحكومة الامريكية، وها هي وزيرة الخارجية الامريكية تؤكد على احترم الدين الاسلامي وعدم قبول الفيلم وها هو الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يصرح بعدم قبوله للاساءة للدين.

ان ردة الفعل بالعنف كانت لها سلبياتها الكثيرة، الا انها- ومع تأكيدنا على عدم قبولها - وجهت رسالة للعالم بان هناك خطوط حمراء لدى المسلمين يجب التفكير جيدا قبل تعديها، وهناك رموز لا يقبل مجرد التفكير بالمساس بها.

العنف غير مقبول ونتائجه غير حميدة وخروج الناس عن السيطرة على ردود افعالهم بالقتل والحرق واتيان افعال لا تقبل شرعا وعرفا وقانونا امر منافي للشرع والاخلاق والدين والقانون الدولي، ويستخدم ويستغل استخداما ممنهج من قبل البعض لسبق معرفتهم بردود الفعل، الا ان البعض يرى ان ردة الفعل العنيفة قد ادت دورا ايجابيا  في ايصال صوت قوي يحذر من المساس بالدين ورموزه، وذلك يعيدنا الى تساؤلنا الذي بدانا به، هل هناك ايجابيات لهذا العنف ؟؟؟

 

علي الهاشمي

 

 

 

Sunday, June 19, 2011

عالمية قيادة المرأة وسعودية رسالة الاسلام

"الحمد لله رب العالمين" ابتدأ بها ربنا عز وجل قرآنه دليلا على عالمية رسالة الإسلام، هذه الرسالة التي منّ الله بها على أرض الجزيرة وبلاد الحرمين ليكونوا ناشري الرسالة في كل أرجاء العالم، وقد قام أسلاف أهل الجزيرة بذلك فاوصلوها من اقصى المشرق إلى أدنى المغرب، إلا أننا اليوم نقف أمام موضوع تم فيه اختزال رسالة الاسلام في حدود المملكة العربيةالسعودية فقط، فمسألة قيادة المرأة للسيارة التي اخذت بعداً عالميا أزاحت الستار عن مدى ضيق أفق بعض المفكرين أو المفتيين الذين افتوا بفسق المرأة التي تقود السيارة في المملكة وسفورها  بل وصلت الى حد اتهامها بالعهر عند البعض متناسين ان تلك الفتاوى تصل إلى خارج الحدود الجغرافية للملكمة العربية السعودية  وتمس مسلمي ومسلمات العالم اجمع، فمن افتى بتلك الفتاوى وكال تلك الاوصاف للنساء التي يقدن نسي أو تناسى إن الإسلام دين للعالم أجمع وليس للملكة العربية السعودية فحسب ولم يأخذ في اعتباره عند نعته النساء بالاوصاف المذكورة بأن هناك مسلمات من  أمهات وزوجات وبنات وأخوات المسلمين يقدن سياراتهن في دول عربية وإسلامية واجنبية اخرى ، فهل فكر المفتون بسفور المرأة وبحرمة القيادة بمدى انطباق تلك الأوصاف على مسلمات العالم اجمع؟؟!! وهل يعني إن كل المسلمات اللائي يقدن السيارات في جميع دول العالم سافرات وفاسقات!! أم إن الفتوى والأوصاف تنطبق فقط على المرأة السعودية فقط ؟؟ فإذا كانت الفتاوى تختص فقط بالمرأة السعودية فقط فذلك يعني ان رسالة الاسلام والفتوى في شؤونه اصبحت شأنا سسعوديا داخليا لا يمت بصلة الى عالمية رسالة الاسلام .
وذلك يعني ايضاً ان الفتاوى تكال بمكيالين وانه سيكون هناك فتاوى خاصة  بالمملكة  وفتاوى للخارج وبالتالي فقد يفتى في الداخل بعكس ما يفتي في الخارج،(  ونحن ننزه احكام الشرع من ان تكون ذات مكيالين)
 اما اذا كانت الفتوى بفسق المرأة التي تقود السيارة واحدة وتعم الجميع سواء في المملكة العربية السعوية وفي الدول العربية والاسلامية والاجنبية  فان الفتاوى والاوصاف التي اطلقها بعض المفتين تعم جميع نساء العالم من المسلمات وأن وصف السفور والفجور والفسق  وغيرها من الاوصاف ينطبق على مسلمات العالم من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب وهو غير مقبول من اي مسلم او مسلمة في اي دولة.
ان الفتاوى التي صدروت في مسألة قيادة المرأة لا تمت من قريب إلى مخالفة احكام الشرع ، وإنما هي أقرب إلى ردة فعل على  مخالفة ما هو غير مسموح من العادات والتقاليد المحلية والتي تختلف من بلد الى آخر فالعادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية ليست دينا يدين به الناس ومخالفتها ليس مخالفة للشرع في حد ذاته ولا يجوز اطلاق الاحكام الشرعية على مخالفتها الا ما كان منها مخالف للشريعة ، بل ان من العادات والتقاليد في بعض الدول الاسلامية ما هو مخالف لاحكام الشرع والدين ويتنافى مع اسس التوحيد والعقيدة الا انها متبعة.
ان رسالة الاسلام رسالة عالمية اسمى من ان يتم اختزلها من قبل البعض في مسالة داخلية لا تمت الا بما هو من قبيل المسموح او غير المسموح تقليدا وعرفا في دولة واحدة، وعلى المفتين ان يراجعوا انفسهم ويعيدوا النظر في الفتاوى  وان ينظروا اليها بعين عالمية لان فتاواهم واحكامهم الشرعية- إن كان يقصد بها العامة من المسلمين في العالم- فقد  أصابت المسلمين في الشرق والغرب في شرف امهاتهم ونسائهم وبناتهم وزوجاتهم.   

علي الهاشمي